لماذا تحولت أستون فيلا إلى نادٍ مختلف – وما مدى إمكانات هذا التحول؟يشهد نادي أستون فيلا تحولاً ملحوظاً في أدائه وأسلوب عمله ليحظى بتغيرات إيجابية أثارت الكثير من التساؤلات حول مستقبل النادي وإمكانياته غير المستغلة بعد. هذا التحول لم يأتِ من فراغ، بل كان ثمرة استراتيجية مدروسة لتطوير الأداء والنهوض بمستوى الفريق ليكون منافساً قوياً على المستوى المحلي وربما القاري.النهج المتبع حاليًا يركز على استقطاب المواهب الواعدة وتعزيز الخطط التدريبية باستمرار، مما أتاح للنادي تحقيق قفزات نوعية في ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز. الدعم والاستثمارات المبذولة في البنية التحتية للنادي كانت أيضاً أحد المحاور الأساسية التي ساهمت في تحسين الأداء العام.ولم يقتصر التحول على الأداء داخل الملعب فقط، بل رافقه تطور في الإدارات المختلفة التي أصبحت أكثر احترافية بفضل كوادر مؤهلة تساهم في اتخاذ قرارات مؤثرة تعكس الوعي بأهمية تحقيق النجاح المستدام.كل تلك الجهود تفتح المجال أمام أستون فيلا ليحلم بجني المزيد من الإنجازات، وزيادة استقراره المالي وانجذاب اهتمام الجماهير إليه بمزيد من الشغف والترقب. السؤال الذي يبقى مطروحاً هو إلى أي مدى يمكن أن ينتقل هذا النادي المميز في رحلة تطوره؟

مدرب أستون فيلا، أوناي إيمري، هو نموذج حي للمدير الفني الذي يحلم بتحقيق الإنجازات الكبرى. بعد أن قاد الفريق للعودة إلى الساحة الأوروبية في عام 2023، أعلن للمشجعين عن حلمه بالفوز بدوري أبطال أوروبا. وفيما كانت فرصة النادي الإنجليزي لتحقيق ذلك تبدو غير واقعية في السابق، فإن الوضع الآن بات مختلفًا تمامًا.

فوز أستون فيلا على نوتنغهام فورست بهدفين مقابل هدف واحد في الدوري الإنجليزي، كان السابع على التوالي في جميع البطولات، جعل الجميع يعيشون حلمًا كبيرًا مع أيمري. النتيجة وضعت أستون فيلا على بعد نقاط قليلة من التأهل لدوري الأبطال عبر مركزهم في الدوري للعام الثاني على التوالي. والفريق يستعد لمواجهة باريس سان جيرمان في ربع نهائي دوري الأبطال، إلى جانب وصوله لنصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي.

منذ ديسمبر 2022، حين تولى إيمري إدارة الفريق خلفًا لستيفن جيرارد، استطاع بفضل رؤيته الاستراتيجية تحويل أستون فيلا من فريق مهدد بالبقاء في الدوري إلى مرشح قوي للفوز بالألقاب. بفضل صفقات ذكية وإنفاق تجاوز 295 مليون جنيه إسترليني على مدار أربع فترات انتقالات، نجح الفريق في تحسين تشكيلته بشكل كبير.

لكن، إيمري لم يعتمد فقط على الانتقالات، فقد عمل على تطوير اللاعبين الموجودين عبر التدريب الفردي المستمر والاستراتيجية المفصلة لكل مباراة، معتمدًا على خبرته الواسعة في البطولات الأوروبية. نجح في نقل فلسفته إلى اللاعبين والجماهير، مدركًا أن الفوز يحتاج إلى أسلوب لعب مدروس وليس مجرد الاعتماد على الحماس والفوضى.

مع الإنجازات التي حققها حتى الآن، لا حدود لطموحات أيمري مع أستون فيلا. وسبق أن أكد أن أحلامه الكبيرة تشمل الفوز بدوري الأبطال يومًا ما مع النادي. ومع خلفيته الغنية في الكؤوس الأوروبية، تبقى الإمكانيات حاضرة لتحقيق المزيد من النجاحات الكبرى.

في النهاية، سواء كانت الطموحات بتحقيق دوري الأبطال أم لا، فإن ما قدمه إيمري حتى الآن قد وضع أستون فيلا في مصاف الكبار، وجعل من النادي مثالًا يُحتذى به في كيفية تحويل الأحلام إلى واقع.