تغيير أماكن مشجعي يونايتد لصالح الضيافة المميزة في النادي

في الآونة الأخيرة، شهد استاد أولد ترافورد تحولاً جاداً ليس على أرض الملعب بل في المدرجات. قامت إدارة نادي مانشستر يونايتد بنقل حوالي 500 مشجع من مواقعهم التي طالما شهدتهم قرب مقاعد اللاعبين والمدربين، لفتح المجال لمساحات ضيافة جديدة. على الرغم من الفوائد المالية المتوقعة، إلا أن هذه الخطوة أثارت استياء وغضب العديد من الجماهير المخلصة التي اعتادت على هذه المقاعد لعقود.

ذكرت الإدارة أنها تدرك مدى التعطيل الناجم عن هذا القرار، وأوضحت أنها ستعمل على التواصل فرديًا مع المشجعين المتأثرين لضمان توفير بدائل مناسبة لهم. ستبدأ عملية الانتقال هذه مع الموسم المقبل، مما يضع المشجعين في سباق مع الزمن للاستمتاع بالبقاء في مقاعدهم الأثيرة.

للمشجعين الذين تأثروا بهذه الخطوة، فإن المقاعد ليست مجرد وسيلة لرؤية المباراة، بل هي مكان يحمِل قصصًا وذكريات. فهناك “توني” الذي حجز مقعده منذ الثمانينيات وأفصح قائلاً: “إلا في حالات المرض أو الإصابة أو السفر، لم أفوّت مباراة بيتيّة منذ موسم 1973-1974 عندما هبطنا”. يضيف قائلاً: “الذهاب لمباريات يُعتبر جانب اجتماعي بقدر ما هو رياضي… لقد أصبح مثل المجتمع”.

يجد الكثير من المشجعين صعوبة في تفهم القرار الذي يبدو وكأنه يفصل بين النادي والجماهير؛ فالمقاعد القديمة تحمل ذكريات عشرات السنوات وروابط اجتماعية قوية. يصف أحد المشجعين الأوفياء القرار بأنه أشبه بالفراق العاطفي، حيث قال: “قد يبدو الأمر للآخرين ليس بتلك الخطورة، ولكنه أعمق مما يبدو”.

وفي سياق متصل، أبدى أحد المشجعين اعتقاده بأن القرارات المالية والمقاعد الجديدة تميّز بين الأجيال وتجعل الحضور صعبًا على الجيل الأكبر سنًا. بعضهم يعتمد على القرب من الملعب وتكلفة التذاكر المناسبة لمتابعة المباريات بسبب عوامل عمرية وصحية.

تلقت الإدارة انتقادات حادة ليس فقط بسبب القرار بحد ذاته بل أيضًا بسبب الأسلوب الذي تم إعلانه فيه، حيث تم إخفاء الإعلان في رسائل تجديد الاشتراكات وتم توضيحه لاحقًا عبر رسائل شخصية. تجاهلت الرسائل الجانب العاطفي والاستياء الذي سيطغى على المشجعين.

من منظور استراتيجي، صحيح أن تطوير الأماكن وزيادة قيمة التذاكر يبدو أمرًا منطقيًا، لكن كرة القدم تُلعب في الواقع لا على الورق؛ علاقة المشجعين بمقاعدهم القديمة تمثل جزءاً لا يُستهان به من تاريخ النادي وروحه. يجب أن تُظهر إدارة النادي قدراً من التعاطف والتفاهم مع الجماهير العريضة والوفية التي تعتبر حضورها جزءاً لا يتجزأ من هويتها وهويّة النادي.