إعادة بناء الدوري – الأسباب، التوقيت، وكيف سيكون شكله المحتمل؟

تشهد كرة القدم في اسكتلندا مناقشات جادة حول إعادة تنظيم الدوري بعد فترة طويلة من الاستقرار النسبي الذي استمر لأكثر من عقد. تدور المحادثات حول قضايا تتعلق بتقليص عدد الفرق في الدوري الممتاز، وإعادة هيكلة توزيع الأرباح، وهيكلة التصويت.

شهدت هذه المناقشات زخمًا جديدًا مع زيادة عدد المباريات في الدوريات الأوروبية الكبرى مثل دوري الأبطال والدوري الأوروبي، بالإضافة إلى إضافة دوري المؤتمر، مما زاد من الضغط على جدول المباريات وأثقل كاهل الفرق.

في عام 2024، أعلنت رابطة الأندية الاسكتلندية حصول الأندية الـ42 على رقم قياسي من الإيرادات، لكن توزع عائدات الأموال بنسبة 80% على الأندية العليا الـ12 بينما تقاسمت 30 فريقًا في المراتب الأدنى النسبة المتبقية، مما أدى إلى توسيع الفجوة المالية بين أندية الصفوة وبقية الأندية.

الأزمة المالية مستمرة في الأندية الأدنى حيث تعرضت أندية مثل إينفيرنيس كالدونيان ثيسل ودومبارتون في الدوري الأول للإدارة المالية القسرية.

تتزايد الضغوط من قِبَل الفرق الصاعدة التي ترغب في الانضمام إلى هرم الأندية المحترفة، ومن الممكن أن يتم تغيير صيغة الدوريات الحالية، بحيث يُتوقع إنشاء دوريات جديدة في الشرق والغرب والشمال، ليلعب الفائزون فيما بينهم في شكل دوري للحصول على فرصة التنافس مع الفريق المتذيل لدوري الدرجة الثانية للحصول على مكان في الرابطة.

التحديات التي تواجهها العملية الإصلاحية تشمل مناقشة عدد الفرق في الدوري الممتاز، حيث إن تقليص الفرق إلى 10 يعني تقليل عدد المباريات، ولكنه قد يلقى مقاومة لكون بعض الأندية قد تصوت ضد فقدان مقعدها في القمة.

توسيع الدوري إلى 14 أو 16 فريقًا يعد أيضًا خيارًا، لكن سيتطلب ذلك توافقًا واسعًا من الأندية، بالإضافة إلى موافقة الشركاء الإعلاميين لكون مباريات ديربي الأولد فيرم تعد عنصرًا هامًا في عقود البث.

الجماهير، هذه المرة، ستتاح لها الفرصة للمشاركة في المناقشات، وهو تحول مرحب به في التفكير التقليدي الذي كان يتجاهل آراء المشجعين في هذه الأمور.

في النهاية، تتطلب أية تغييرات جذرية موافقة نسبة محددة من الأندية عبر الهيكل الحالي للتصويت في الرابطة الاسكتلندية، مما يجعل الطريق نحو الإصلاح طويلًا ومعقدًا.

وبينما قد لا نشهد تغييرات سريعة، فإن المحادثات تتسارع مع احتمال أن تدخل حيز التنفيذ بحلول موسم 2027/28. ومع استمرار الجلسات خلال الأشهر المقبلة، يبقى المحور الرئيسي هو إيجاد وسيلة للتوفيق بين مصالح الأندية، الشركاء التجاريين، والجماهير.