من خيبة أمل نيتفليكس إلى عودة محتملة للدوري الإنجليزي: رحلة سندرلاند الملحمية نحو أغنى مباراة في كرة القدم

على مر السنين، عانت سندرلاند في الدرجات السفلى من هرم كرة القدم الإنجليزية، لكن فريقها الآن على مشارف العودة المثيرة إلى الطبقة الأولى للمرة الأولى منذ موسم 2016/17. ستواجه القطط السوداء فريق شيفيلد يونايتد في نهائي تصفيات دوري البطولة، والذي يعتبر غالبًا أغنى مباراة في تاريخ كرة القدم، في ملعب ويمبلي في لندن في وقت متأخر من مساء السبت بتوقيت أستراليا، حيث تكون الجائزة هي الصعود إلى الدوري الإنجليزي الممتاز.

الانتصار في هذه المباراة سيمكن الفائز من جني ما لا يقل عن 220 مليون جنيه إسترليني من عائدات البث والرعاية الإضافية التي تأتي مع كونها ناديًا في الدوري الإنجليزي الممتاز. بالإضافة إلى الكسب المادي، سيمثل الصعود قمة واحدة من أكثر التحولات المثيرة في تاريخ كرة القدم الإنجليزية بالنسبة لسندرلاند.

النادي الفخور الذي يمتلك ستة ألقاب في الدوري من تسعينيات القرن التاسع عشر إلى ثلاثينيات القرن العشرين، وكذلك بطولتي كأس الاتحاد الإنجليزي في عامي 1937 و1973، كافح في دوري البطولة فور سقوطه من الدوري الإنجليزي بعد عشر سنوات من مشاركة النخبة في إنجلترا.

في موسمهم الثاني خارج الدرجة الممتازة، هبط سندرلاند من دوري البطولة، وتراجع إلى الدرجة الثالثة، وتم توثيق كل ما لحق بهم من خزي في سلسلة نتفليكس الشهيرة “سندرلاند حتى أموت”. بدا الأمر سخيفًا أن المباريات في الدرجة الثالثة لكرة القدم الإنجليزية تُلعب في ملعب ضوء يتسع لـ 49,000 مقعد، وهو أكبر من معظم ملاعب الدوري الإنجليزي الممتاز. لكن بعد ثلاث سنوات، عاد الفريق للدوري الأهم بفضل أداء ممتاز في التصفيات بعد احتلالهم المركز الخامس.

شهد هذا الانتصار على ويكومب واندررز في ويمبلي كسر لعنة التصفيات الخاصة بهم حيث كان أول فوز لهم في ثمانية حملات تصفيات. بينما شيفيلد يونايتد لم يفوزوا بأي حملة تصفيات في تسع محاولات. وعلى الرغم من كون مشجعي شيفيلد يونايتد أكثر قلقًا لوصولهم إلى لندن كمرشحين، فإن سندرلاند سيكون له طريق أكثر إثارة حتى النهائئ.

فريق المدرب الفرنسي، ريجيس لو بري، يُظهر دائمًا أفضل تشكيلة شابة في دوري البطولة هذا الموسم بمتوسط عمر يصل إلى 22.4 عامًا. هذا المزيج الشبابي قد جعل العين عليهم من قبل الفرق الأكبر في الدوري. إذا لم يتمكنوا من تحقيق الصعود، يمكن أن يغادر بعض النجوم الصاعدين، بما في ذلك الشقيق الأصغر ليود بيلنغهام، جوب بيلنغهام.

الوضع الحالي يفرض ضغطًا كبيرًا عليهم للصعود هذا الموسم، خاصة مع اقتراب فقدان بعض اللاعبين الرئيسيين، مما قد يجعل فترة أخرى من الانتظار الطويل محتملاً إذا فشلوا في الصعود الآن.

ورغم أن التحديات التي قد تواجه الفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز ستكون هائلة، إلا أن الأوقات الصعبة التي واجهها الفريق في السنوات الأخيرة كانت أشد. تمكن الفريق من الصمود في وجه العقبات بفضل الاستثمارات الذكية في الشباب والاستراتيجية التي وضعها المالك السويسري الفرنسي كيريل لويس-دريفوس، وهو الأمر الذي قد يساعد في تحويل النادي إلى مشروع مستدام اقتصاديًا.