من نهائي إلى نهائي: خمس سنوات في الإعداد

منذ خمس سنوات، لم يكن أحد يتوقع أن يصل باريس سان جيرمان إلى نهائي دوري أبطال أوروبا 2025. في العام الماضي، بدا الأمر وكأن الفريق سيفقد نجمه الأكبر بعد قرار كيليان مبابي الانتقال إلى العاصمة الإسبانية. رأى الكثيرون أن انتقاله يعني سنوات من التراجع الرياضي. لكنهم كانوا مخطئين. فمشروع باريس سان جيرمان كان صلباً بما يكفي لمواجهة التحديات.

في مساء 22 يناير، كان باريس سان جيرمان يخسر 2-0 على أرضه ضد مانشستر سيتي في مباراة يكاد لا يرى فيها أملًا في التأهل لمرحلة خروج المغلوب. ولكن عندما تمكن برادلي باركولا من التسلل من خلال دفاع مانشستر سيتي، بدأ التحول الكبير للنادي. سرعان ما أصبح باريس سان جيرمان قوة لا تقاوم تتوجه نحو ميونخ لمواجهة إنتر ميلان في المباراة النهائية سعياً للفوز بأول كأس دوري أبطال أوروبا.

بدأ الأمر في 23 أغسطس 2020، عندما واجه باريس نسخة قوية من نادي بايرن ميونيخ في النهائي وخسر بصعوبة بفضل هدف وحيد سجله كينغسلي كومان والذي أدرك الجميع حينها أن مشروع باريس الحالي وصل إلى سقفه وكان يحتاج إلى إعادة بناء جذرية. بدلاً من ذلك، قررت إدارة النادي محاولة مرة أخرى مع نفس النواة من اللاعبين رغم تجاوز البعض في السن وتكرار الإصابات.

كان هذا قراراً تملكه العاطفة ولكنه لاقى الإشادة قليلاً بعد التعاقد مع ليونيل ميسي في انتقال مجاني بعد رحيله المفاجئ عن برشلونة. ولكن يبدو أن انضمام ميسي لم يحل التحديات التي واجهها الفريق على المستوى الدفاعي وفي منتصف الملعب، مما أدى في النهاية إلى هزيمة مفاجئة أمام ريال مدريد، بالرغم من أفضلية واضحة كانت لدى باريس في المباراة.

في المحصلة، لم يكن انضمام ميسي هو الحل الذي يحتاجه الفريق. باريس لم يكن بحاجة للمزيد من النجوم في الهجوم؛ بل كان في أمس الحاجة للتوازن والعمق في التشكيلة، وهي الحقيقة التي أصبحت واضحة فقط بعد الإخفاق المؤلم أمام ريال مدريد. لكن على الرغم من هذه العقبات، واصل باريس سان جيرمان التحسن والاقتراب من تحقيق حلمه الأوروبي.