هناك شيءٌ مذهل حول ماري، ملكة التوقفات

في رحلة لا تُنسى أثرت على حراسة المرمى النسائية وفجرت إبداعاً كبيراً بعيداً عن التوقعات، رسمت ماري إيربس لنفسها مكانة مميزة، كانت دائماً تسعى لتحسين المجال وتغييره، مُحفِّزة آلاف الفتيات على اقتباس مهاراتها في حراسة المرمى.

بداية من العمل في ست وظائف جزئية أثناء تنقلها بين الأندية، وصولاً إلى كونها رمزاً عالميًا معترفاً به، كانت رحلتها مليئة بالتحديات والانتصارات. لم تكن هذه الرحلة سهلة، فقد عانت من لحظات صعبة مثل استبعادها المفاجئ من منتخب إنجلترا تحت قيادة فيل نيفيل في عام 2020، لتعود وتحقق النجاحات الكبرى بمساعدة المدربة سارينا ويجمان والتي كانت سبباً في عودتها للتألق.

بالإضافة إلى إسهاماتها الحاسمة في المباريات، تمكنت إيربس من تحويل الضغوط لتكون مصدر قوة، مشيرةً إلى أهمية حب اللعبة والإيمان بالنفس، سواء داخل الملعب أو خارجه. ارتقت بحراسة المرمى إلى مستوى جديد إذ دافعت بشجاعة عن توفير دعم خاص لحراس المرمى، وطالبت بوجود مدربين متخصصين لتحسين مهارات الحراس.

اللقاءات بينها وبين ويجمان كانت تكشف عن عمق التأثير الذي تركته المدربة الهولندية على إيربس، حيث أنها بمجرد حصولها على الفرصة استغلتها بكفاءة، وأثرت في تحسين أداء المنتخب الإنجليزي بشكل ملموس.

إرثها لا يتوقف عند الإنجازات فقط، فهي كانت مثالاً لقوة الإرادة، وشجاعة اتخاذ المواقف. وعندما قررت شركة نايك عدم إنتاج قميص حراسة المرمى الخاص بها في كأس العالم، لم تتردد إيربس في الحديث علنًا عن عدم الرضا داعمةً قضية حقوق الحراس.

رحيل إيربس عن الساحة الدولية لا يعني أن رحلتها قد انتهت. ستواصل أثرها ومساهمتها في عالم كرة القدم، موضحةً كيف يمكن للإيمان بالنفس والجرأة في اتخاذ القرارات تغيير المشهد تمامًا. وهي الآن تركز على تعزيز مسيرتها المهنية مع باريس سان جيرمان، مستعدة لتحطيم المزيد من الحواجز في رحلة حياة لا تتوقف عن الإبهار والإلهام.