“أفهم مدى تميز هذا النادي”: اقتراب نادي ساوثيند بقيادة كيفن ماهر من العودة إلى دوري كرة القدم.

كيفن ماهر ليس غريبًا على تحقيق النجاح مع نادي ساوثيند المحبوب. اللاعب المخضرم ساهم في تحقيق صعودين متتالين مع الفريق كلاعب في عامي 2005 و2006 وكان جزءًا لا يتجزأ من موسمهم في دوري الشامبيونشيب في 2006-07. والآن، يقف على أعتاب إنجاز تدريبي قد يفوق إنجازاته كلاعب، بالنظر إلى التحديات التي واجهها فريق شريمبرز في السنوات الأخيرة.

حتى الارتقاء إلى دوري الدرجة الثانية بدا غير ممكن في السنوات الماضية. لقد افترض العديد من جماهير ساوثيند لفترة طويلة أن العودة للدوري هذا الموسم ستكون بعيدة عن المنال بعد نهاية الفريق في المركز السابع بفارق 28 نقطة عن يورك صاحب المركز الثاني. لكن هذه الصعوبات، سواء داخل الملعب أو خارجه، تفسر لماذا يتلهف ماهر لانتهاز هذه الفرصة، حيث يستعد ساوثيند لمواجهة أولدهام في نهائي ملحق الدوري الوطني في ملعب ويمبلي يوم الأحد.

ماهر يؤكد أنه سيكون لحظة فخر له أن يقود فريقه بالنظر إلى ارتباطه العميق بالنادي، الذي يعود إلى عام 1998 عندما وقع له كلاعب شاب قادم من توتنهام. لم يحظ بفرصة اللعب في ويمبلي رغم مشاركته في ثلاث نهائيات ملحق – حيث كانت تقام في كارديف بسبب إعادة بناء ملعب ويمبلي. ومع ذلك، رغم الحماسة، يبقى نهجه هادئًا ومنطقيًا.

إنه ليس حول المناسبة بحد ذاتها، بل ما ينطوي عليها وما يعنيه اللقاء،” أشار ماهر. وأضاف: “آمل أن يكون لدينا العديد من الأيام الناجحة القادمة للنادي وهذه فرصة نريد اقتناصها. مباريات الملحق تشبه مباريات الكأس، حيث يكل شيء ممكن. ما عليك فعله هو الوصول إلى الجانب الفائز من النتائج وقد نجحنا في ذلك حتى الآن.”

التميز في مباريات الملحق فن بحد ذاته، وفعلاً نجح ساوثيند في الوقت المناسب، متفوقًا على روشديل وفورست غرين الذين أنهيا الموسم في المركزين الرابع والثالث على التوالي، للوصول إلى ويمبلي. سيتم دعمهم من قبل نحو 25,000 مشجع، حيث تم زيادة سعة الملعب إلى 50,000 بعد أن ضغط مشجعو شريمبرز على النواب لزيادة حصتهم من التذاكر. وكان من الممكن أن تكون الأعداد أكبر لولا أعمال الهندسة التي تسببت في إغلاق محطة ويمبلي بارك للمترو.

وقال ماهر: “إنه جنون”، وأضاف: “أعتقد أننا وأولدهام وضعنا العصي في العجلات. كنادٍ، كان بإمكاننا أن نحضر حوالي 40,000 مشجع. لذا كان بإمكانك أن ترى 70,000 مشجع في الملعب لمبارة في الدرجة الخامسة لكرة القدم الإنجليزية.”

إقبال المشجعين على التذاكر يوضح ليس فقط حجم وتاريخ ساوثيند، بل أيضًا الإيمان والشغف الذي زرعه ماهر في النادي. أنهوا الموسم العادي بمعدل حضور للجماهير في ملعب جذر هول يقترب من 10,000، وهو ضعف العدد الذي كانوا يحضرونه عندما تولى ماهر المسؤولية في أكتوبر 2021.

في تلك الفترة، كان النادي قد تحمل تتابع لخسارات الكارثية، ووصل إلى دوري غير المحترفين متأثراً بالديون والرواتب غير المدفوعة وأوامر المحكمة العليا. وفي عام 2023، كانت الظروف مأساوية لدرجة أن الجماهير بدأت التخطيط لإنشاء فريق جديد، وتم خصم نقاط من النادي في موسم 2023-24 قبل أن يتم شراؤه أخيرًا بواسطة جاستين ريس، الذي أنقذ النادي من التصفية.

ماهر بقي في منصبه رغم الفوضى، يمسك بزمام الأمور بثبات. قليلون يفهمون تاريخ النادي مثله. “هذا هو قصة النادي”، يقول عن فترة المعاناة المالية. “نحن لا نتجنب الحديث عن ذلك ولا نتجاهل ما حدث في السابق. الأهم هو أننا نفتخر بأن لدينا نادٍ لكرة القدم. لم يكن للنادي أن يبقى لولا وقوف الأشخاص بجانبنا والتزامهم.”

ربما هنا ستتضح تجربة ماهر الواسعة. هو يعرفأن النتائج هي التي ستحدد مصيره ومصير ساوثيند، وكيف أن النادي بحاجة ماسة لاستعادة وضعه في دوري كرة القدم الإنجليزي لمواصلة قصة نجاحه. وفعلاً، فإن أولدهام، الذي كان لفترة طويلة منافسًا قويًا لساوثيند في الدرجتين الأولى والثانية، يُعتبر خصمًا ملائمًا في نهائي الملحق ويسعى للصعود لنفس الأسباب.

لذا، ماذا يعني الانتصار يوم الأحد لماهر؟ “سيعني كل شيء، بالطبع”، قال ماهر. “أعرف مدى تميز ساوثيند كنادٍ، لكن لا أسمح لنفسي بالانجراف في الأحلام لأنني أُكن احترامًا كبيرًا لمنافسينا. سنتأكد من أننا مستعدون عند دخولنا الملعب. إنه يتعلق بالأداء في اليوم المحدد. أنت تستمتع أكثر عندما تفوز.”