فلوريان فيرتز يكشف عن أمنيته الوحيدة

**فلوريان فيرتز وأخلاقياته في كرة القدم الحديثة**

في زمن تعتبر فيه كرة القدم الحديثة مغرقة بالفخر والشهرة، يظهر فلوريان فيرتز كلاعب شاب يمثل نفحة من الأصالة والتواضع. في وقت يندفع فيه الكثير من اللاعبين خلف الأضواء والثروات، يبدو أن الفيرتز قد أتى بمعايير مختلفة.

عندما ننظر إلى مسيرة ليفربول الطويلة نرى أن النادي قد خُذل من قبل بعض الشباب البارزين الذين تركوا الفريق سعياً وراء المال أو الشهرة. يمكن ذكر أسماء مثل مايكل أوين ورحيم ستيرلنج، حتى ترينت ألكساندر-أرنولد، جميعهم تركوا النادي لتحقيق أهداف شخصية.

يرفض فيرتز هذا النمط. فقد ترك باير ليفركوزن دون النزاع أو التصادم معهم، رافضاً الانتقال إلى منافسيهم وبدلاً من ذلك اختار مشروعًا كرويًا مبتكرًا في ليفربول، بالرغم من إغراءات مانشستر سيتي التي تسعى لاستقدامه إلى الدوري الإنجليزي.

من الواضح أن فيرتز لا يتصرف مثل معظم اللاعبين المحترفين. فهو لا يمتلك وكيلًا يوجهه نحو الصفقات المربحة، بل يعتمد على عائلته الرياضية في قراراته. والداه، اللذان كانا رياضيين، يديران شؤونه، وحتى أخته تلعب كرة القدم لفريق فيردر بريمن.

هذه الأخلاقيات الرياضية القديمة تجعله لاعبًا نادرًا في موهبة حديثة. وهو ينتمي إلى عائلة تعرف قيمة الرياضة أكثر من المال، وهذا ما أكد عليه حينما صرح لوسائل الإعلام الألمانية عن عدم اهتمامه بالمال بقدر اهتمامه بالنمو الرياضي.

تصريحاته تعزز هذا الفكر، حيث أكد أنه خلال انتقاله إلى ليفركوزن لم يشغل تفكيره مقدار الراتب، بل كانت مصلحته الرياضية هي الأهم. حتى أن والداه كانوا يتحكمون في راتبه لضمان عدم إساءة استخدامه.

من منظور ليفربول، هذه العقلية تجعل من فيرتز إضافة رائعة للنادي. إنه نموذج يحتذى به في عالم تسوده الماديات، ويبدو أنه الخيار الأمثل للانضمام للفريق الأحمر. يمكن أن يصبح مثالاً يحتذى به لشباب اليوم المهتمين بكرة القدم أكثر من المال.