في يوم من الأيام كان نجماً في إنجلترا: هل يمكن لستيرلينغ إنقاذ مسيرته بعد خيبة الأمل في تشيلسي وآرسنال؟

رحيم سترلينغ أمام مفترق طرق مهم في مسيرته المهنية. بعد أن استغنت عنه تشيلسي وقضى فترة إعارة لا مثيل لها مع أرسنال، يعود الآن إلى “ستامفورد بريدج” هذا الصيف وهو يبحث عن نادٍ جديد وبداية جديدة. هذا التغيير المذهل في مجرى حياة أحد أبرز لاعبي إنجلترا، الذي يمتلك في جعبته 11 لقبًا، ويُعد مثالاً للعديد من اللاعبين وقد حصل على وسام الـ MBE في عام 2021 لخدماته في مجال المساواة العرقية.

سترلينغ الذي خاض مسيرته المهنية في أربعة من أكبر أندية إنجلترا – ليفربول، مانشستر سيتي، تشيلسي، وأرسنال – كان يُنظر إلى انتقاله إلى أرسنال الصيف الماضي على أنه خطوة استراتيجية تهدف إلى إعادة تنشيط مسيرته المهنية. لكن عليه الآن مواجهة أكثر الأوقات غموضًا في حياته الاحترافية.

بدأت القصة عندما كان سترلينغ ضمن “مجموعة اللاعبين المستبعدين”، وهو مصطلح يُطلق على اللاعبين المهمشين من قبل مدربيهم. حيث أبلغ المدير الفني الجديد لتشيلسي، إنزو ماريشكا، سترلينغ بأنه لن يكون جزءًا من خططه للموسم الأول له مع النادي. ورغم أن هذا القرار جاء كمفاجأة لسترلينغ، الذي شارك في جميع مباريات الفريق الودية قبل الموسم في الولايات المتحدة وبدا أنه بنى علاقة واعدة مع ماريشكا، إلا أن رحيله كان ضروريًا في ظل الحاجة الملحة لتشيلسي لتقليص حجم الفريق الممتلئ.

على الرغم من أن إدارة أرسنال لم تكن تعقد النية لإضافة لاعبين جدد في خط الهجوم في ذلك الوقت، إلا أن العرض النهائي الذي جاءت به تشيلسي كان من الصعب مقاومته. ويتضمن الاتفاق عدم دفع أي رسوم قرض وأن تشيلسي سيغطي معظم راتب سترلينغ البالغ 300,000 جنيه إسترليني في الأسبوع. وقد كان سترلينغ متحمسًا لفكرة العمل مرة أخرى تحت قيادة ميكيل أرتيتا في أرسنال، خاصة بعد العلاقة التي جمعتهما عندما كان أرتيتا مدربًا مساعدًا في مانشستر سيتي وساعد في تحسين أداء سترلينغ.

رغم التحركات المبشرة في البداية، إلا أن الأمور لم تسر كما كان متوقعًا. أحد الأمور التي أثرت على مسيرته في أرسنال هو عدم حصوله على فرص ثابتة للمشاركة الأساسية مما أثر سلبًا على إيقاعه في الملعب. وبالرغم من تقديره واحترامه لأرتيتا، إلا أن الأدوار والمسؤوليات كانت مختلفة عن أيامهم معًا في مانشستر سيتي، حيث كان سترلينغ يتمتع بخبرة أكبر والمسافات بينهما أصبحت كبيرة.

الآن، وهو يعود إلى تشيلسي، يبدو أن الخيارات محدودة أمام سترلينغ. رغم أنه يُفضل البقاء في مستوى عالٍ في أوروبا وعدم التفكير في الانتقال إلى الدوري السعودي أو دوري كرة القدم الأمريكي في الوقت الحالي. بناءً على رأيه، فإنه ما زال يشعر بأن بإمكانه تقديم المزيد لفرق الصفوة.

في النهاية، رغم أن مستقبل سترلينغ يبدو غير واضح بعد، فإن قدراته وإنجازاته لا يمكن الاستهانة بها. ومع ذلك، يبقى السؤال المطروح حول مستقبل هذا اللاعب البارز ومسيرته المقبلة في عالم كرة القدم.