Blog
هل يمكن ليورو 2025 أن يمنح سيدات إيطاليا الزخم الذي اكتسبنه عام 2019؟
- يونيو 3, 2025
- Posted by: khalil
- Category: أخبار كرة القدم
عند إعلان فريق النساء الإيطالي عن نفسه على الساحة العالمية في كأس العالم 2019 في فرنسا، حيث وصل إلى ربع النهائي بفريق مكون بالكامل من لاعبات هاويات، استطاع الفريق أن يجذب انتباه الجمهور. في ذلك الوقت، تم اعتبار الفريق كمصدر لإعادة إحياء كرة القدم في الأمة الإيطالية العريقة، حيث تزامنت نجاحاتهم في 2019 مع فشل فريق الرجال في التأهل لكأس العالم الخاصة بهم.
لقد عزّز ذلك العام السعي نحو تكافؤ الفرص وفرصة نمو اللعبة النسائية في إيطاليا، حيث أعلنت الاتحاد الإيطالي لكرة القدم (FIGC) أن الدوري النسائي سيري أ سيتحول إلى دوري محترف بحلول عام 2022. ومع ذلك، فشلت المنتخب الوطني في متابعة نجاحاته السابقة وخرج مبكرًا من بطولة يورو 2022 وكأس العالم 2023 في مرحلة المجموعات.
كانت هذه النتائج سلسلة من الإخفاقات التي لم تقتصر فقط على إيقاف التقدم، بل انتهت أيضاً بإقالة المدرب حينها ميلينا بيرتوليني بعد نشر الفريق لرسالة مفتوحة على إنستغرام تتهم الإدارة بأنها “لم توضع بالشكل الصحيح لتحقيق النجاح”.
الآن، وبعد مرور سنتين، ومع بدء السنة الثالثة من التحول الاحترافي في الدوري المحلي، تمتلك إيطاليا مدربًا جديدًا (أندريا سونسين البالغ من العمر 46 عامًا) وفريقًا موهوبًا بشكل متزايد (يضم أول إيطالية تم ترشيحها لجائزة الكرة الذهبية) وأندية محلية تتطلع إلى استثمارات خاصة مربحة.
تشكِّل إيطاليا بتأريخها المضطرب وتقدمها المحلي الحديث خيارًا مثيرًا للاهتمام في المجموعة B إلى جانب إسبانيا والبرتغال وبلجيكا في البطولة القادمة يورو 2025 هذا الصيف. لكن ما الذي يمكننا توقعه منهم؟
### الطريق نحو الاحترافية
قصة كرة القدم النسائية في إيطاليا قصة مألوفة؛ مليئة بثقافة ذكورية عميقة الجذور، وقلة الاهتمام، والاستثمار أو الوقت لأولئك الذين يحاولون تمهيد الطريق. في عام 2015، وقعت رئيسة اتحاد كرة القدم للهواة تصريحات مهينة في اجتماع للجنة الاستشارية لكرة القدم النسائية.
على الرغم من أن التحيز كان منتشرًا بين الأوساط الكبيرة في كرة القدم الإيطالية، كان هناك أيضًا نقص في المعرفة بتاريخ كرة القدم النسائية حول البلاد. حتى المدرب السابق بيرتوليني لم يكن لديها فهم عميق لتاريخ فريقها. فبعد فوزهم على أستراليا في كأس العالم 2023، تم سؤالها حول منتخب إيطاليا عام 1999، وهو آخر فريق تأهل قبل غياب دام 20 عامًا عنها؛ أجابت: “لم أشاهدهم. في عام 1999، لم أكن حتى أعلم ما هو كرة القدم النسائية.”
رغم أن الدوري المحلي تأسس في عام 1968، إلا أنه لم يتم الاعتراف به من قِبل FIGC حتى عام 2018. كانت إيطاليا تضم لاعبات هاويات تمكنّ من الوصول إلى ربع نهائي كأس العالم 1991 وكن جزءًا من البطولة الأوروبية الأولى من 1984 إلى 1991، قبل أن يصلن إلى نهائي يورو 1993 و1997.
لقد عانت إيطاليا من فترة تراجع في العقدين التاليين، لم تتمكن من التقدم عن ربع النهائي في بطولات اليورو 2009 و2013؛ كما لم تتمكن من التأهل لأربع بطولات كأس عالم متتالية. لكن مع تأهلهن لبطولة كأس العالم 2019، بدأت إيطاليا في تجديد الوعي بكرة القدم النسائية في البلاد.
### جني الثمار
أثرت مسيرة المنتخب الوطني المفاجئة في 2019 بشكل كبير على مستقبل اللعبة النسائية في إيطاليا. لقد كان أول خطوة نحو الاحتراف قد تمت محليًا في عام 2015 عندما حصل فيورنتينا على ترخيص دوري سيري أ ليصبح أول نادٍ نسائي مرتبط رسميًا بفرق الرجال في البلاد.
هذا الاتجاه حذا حذوه فيما بعد الأندية الكبيرة مثل يوفنتوس (2017) وروما (2018)، حيث بدأ دوري سيري أ النسائي المكون من 10 فرق في أن يشهد نظامًا بيئيًا متطورًا من حيث الشهرة والمدربين والتدريب. لقد ساعد ذلك في تحفيز اللاعبين للعودة إلى إيطاليا.
أما الآن، فإن الأمل يكمن في تحقيق المزيد من النجاح في يورو 2025. إذا تمكنت إيطاليا من الاستفادة من إيقاعها الداخلي والاستمرار في تحقيق النجاح في هذه البطولة، فإنها قد تتمكن من إحداث موجة جديدة من الزخم كما فعلت في عام 2019. إن الجمهور الإيطالي والعالم بأسره يتطلع إلى ما يمكن لهذا الفريق إنجازه في المستقبل القريب مع هذه الفرص الجديدة المتاحة أمامه.