ما بعد فوضى كوبا أمريكا، هل ستكون بطولة العالم للأندية وكأس العالم 2026 آمنتين؟ تحليل للتحديات الأمنية

تُعدّ الأحداث الرياضية الدولية الرئيسية تجارب مثيرة تجمع بين الإثارة والتحدي الكبير في الوقت نفسه. ما حدث في نهائي كأس كوبا أمريكا في ميامي عام 2024 كان لحظة لا تُنسى، ولكن ليس بالضرورة لأسباب جيدة. تجمّع الآلاف من مشجعي كرة القدم ليشهدوا المواجهة النهائية بين الأرجنتين وكولومبيا، لكن الأمور سرعان ما تحولت إلى فوضى عارمة بسبب مشاكل أمنية متعددة، شهدت تدافع الجماهير لدخول ملعب هارد روك بدون تذاكر.

جاء هذا الانهيار الأمني نتيجة لغياب الضوابط الأمنية الخارجية، مما سمح لعدد هائل من الأشخاص بالدخول دون أي تحقق من التذاكر، وهو خلل أدى إلى إصابة العديد منهم. وكنتيجة لذلك، سادت اجواء من التوتر والرهبة بين الحضور، حيث طغت صيحات الذعر واستغاثات المحتجزين في الزحام للحصول على الإسعافات والماء.

هذا التحذير القوي جعل المسؤولين يتخذون خطوات جادة لضمان عدم تكرار هذه الكارثة في الفعاليات الرياضية المقبلة في الولايات المتحدة، مثل كأس العالم 2026 وكأس العالم للأندية 2025. كتب في تقرير ما بعد الحدث الرئيسي ليعطي درساً مهماً حول ضرورة وجود نظام أمني متعدد الطبقات يضم المراجعة المبكرة للتذاكر وعزل الضوابط الأمنية.

وفي إطار التحضير للبطولات المقبلة، عُقدت اجتماعات متتالية بين سلطات الأمن والشركات الخاصة، إلى جانب مشاركين دوليين، للتأكد من اتباع أفضل الممارسات الأمنية. يشمل ذلك إنشاء محيط أمني متقدم حول الملاعب، مصمم خصيصًا لمنع الأفراد غير المصرح لهم من الاقتراب.

التجربة تشير أيضاً إلى الحاجة لفهم أعماق الديناميكيات الثقافية لجماهير كرة القدم الدولية وكيف قد يتفاعل هؤلاء مع التدابير الأمنية الصارمة في دول مختلفة. بالتالي، تأمل السلطات في أن يؤدي هذا الإعداد الشامل إلى تجنب أي حوادث مشابهة مستقبلًا، لخلق بيئة آمنة وممتعة لجميع المشجعين الحاضرين.

القاسم المشترك بين الشركة المنظمة، “فيفا”، والهيئات المحلية، هو الحفاظ على أمن الجماهير وفي نفس الوقت الاحتفال بالحدث الرياضي. يتعين على أصحاب النفوذ والمسؤولين التحذير من الرضا عن النفس وتوقع أي تحديات جديدة قد تطرأ خلال الأحداث الكبيرة. إن الإشراف الدقيق والوعي الثقافي هما العاملان الأساسيان في خلق بيئة تشعر الجميع بالأمان والاحتراف.