حتى ميسي لا يستطيع سد الفجوة بين أبطال دوري الأبطال باريس سان جيرمان وإنتر ميامي الأمريكي.

تألق نادي باريس سان جيرمان ببطاقة عبور إلى ربع نهائي كأس العالم للأندية بعد انتصاره الحاسم بنتيجة 4-0 على إنتر ميامي في دور الـ16 بالمباراة التي أقيمت في ملعب مرسيدس بنز. أبدعت كتيبة المدرب لويس إنريكي في تقديم عرض فني راقٍ، استطاعت بفضل السيطرة المهارية والتمريرات الدقيقة تحطيم خطوط ميامي الدفاعية.

منذ صافرة البداية، عبر باريس سان جيرمان عن نواياه الهجومية، حيث أجبر حارس مرمى ميامي على أول تصدي له بعد دقائق قليلة، وسرعان ما تقدّم في النتيجة بفضل عرضية رائعة من فيتينها سجل منها جواو نيفيس هدف الافتتاح. تميز فريق باريس بالهيمنة الكاملة على المباراة، وكان من الممكن أن يزيد من حصيلته التهديفية لو تسنى له استغلال الفرص بشكل أفضل.

على الرغم من مهارات ليونيل ميسي الذي اعتاد التفوق الفردي وتسجيل الأهداف من كرات ثابتة مذهلة، إلا أن قلة الدعم من بقية الفريق جعلت المنافسة على الساحة الأوروبية الغنية بالمواهب مهمة مستحيلة، حيث لم يتمكن أي من زملاء ميسي في فريق ميامي من معاضدة مستواه العالي أمام حاملي لقب دوري أبطال أوروبا.

الجدير بالذكر أن حذر المدرب السابق لتاتا مارتينو من القيود التي تفرضها الدوري الأمريكي على تشكيل الفرق، حيث أكد أن العوائق الموجودة تحد من قدرة الأندية على المنافسة في المسابقات الدولية. وفي مناسبة أخرى، أعرب المدرب الحالي للفريق خافيير ماسكيرانو عن استيائه من نقص التعاقدات لتعزيز الصفوف قبل البطولة.

المنظومة الحالية للدوري الأمريكي، التي تمنح الأولوية للنجم الفردي على حساب تناغم الفريق بأكمله، أظهرت ضعفها مرة أخرى على الساحة الدولية أمام نوادي أوروبا الكبرى. لا يمكن أن نتجاهل أن إنتر ميامي يملك قاعدة جماهيرية صلبة ونجوم عالميين، لكن عليه الآن التطلع للاستفادة من هذه التجربة واكتساب مكانة أعظم على المستوى الدولي.

على الرغم من الهزيمة الواضحة، إلا أن المشجعين يمكنهم الفخر بالتقدم الكبير الذي أحرزه ميامي على الساحة العالمية. تجاوز الفريق كافة التوقعات بالوصول إلى مرحلة متقدمة من البطولة، ليؤكد أن مستقبله واعد بين الكبار. الآن، يتعين على الفريق البناء على هذه الخبرات للمضي قدماً في بطولات الدوري المقبلة، والعمل على تحسين الجوانب التكتيكية التي تمثل الفارق بين النجاح والفشل في المنافسات الكبرى.