شخص مهووس عانى من المآسي: الرجل الذي يقف وراء فوز باريس سان جيرمان باللقب

“لويس إنريكي، المدير الفني لنادي باريس سان جيرمان، معروف بنزاهته وصدقه. في يوليو 2023، قدّم نفسه بكلمات بسيطة: “Je m’appelle Luis Enrique” (أنا اسمي لويس إنريكي). وعلى الرغم من أنه يبقي مهاراته في اللغة الفرنسية خفية، إلا أنه يبدي حماسه بجملة يحب أن يفاجئ بها الجميع: on va gagner (“سوف نفوز”).

تحولت باريس سان جيرمان من فريق مليء بالنجوم الكبيرة إلى وحدة متناغمة ومتكاتفة تحت قيادة لويس إنريكي، حيث حقق فوزاً على فريق أنجيه مما ضمن لهم الفوز بلقب الدوري الفرنسي للموسم الثاني على التوالي، وبقاء الفريق دون هزيمة في الدوري طوال الموسم.

وقد أظهر لويس إنريكي قدرة على تحويل فريق مليء بالأنا والبذخ إلى فريق يستحق الاحترام، وقد يكون له فرصة لتحقيق لقبهم الأوروبي الأول.

الحياة لم تكن رحيمة بلويس إنريكي، إذ خسر ابنته الصغيرة زانا في عام 2019 بسبب مرض نادر. ورغم هذه الخسارة الفادحة، ظل يتحدث عنها بحب وهدوء. كما أنشأ وزوجته مؤسسة لدعم العائلات التي تمر بتجربة مماثلة.

اعتاد لويس إنريكي على الروتين الصارم في حياته المهنية والشخصية. سواء كان يمارس اليوغا في أرض ملعب التدريب أو يستمتع بالرياضات المائية وركوب الدراجات في جبال بلاده، فهو يؤمن بضرورة الحفاظ على توازن النفس والروح.

عند توليه القيادة في باريس سان جيرمان، لم يكن مهتماً بتقارير الإعلام. إنه يقدّر العمل الجماعي ويبث في لاعبيه أهمية الهيكلة والانضباط. هذا المثابرة والهدوء الذي تميز به ساعده على التحمل والصمود عندما واجه الانتقادات في البداية.

لم يكن متأكداً من تولي مهمة التدريب في باريس في البداية، ورأى الفريق على أنه منصة للنجوم مثل نيمار وميسي. ولكن عندما تغيرت فلسفة النادي نحو بناء فريق متماسك، قرر قبول التحدي.

مع مغادرة الأسماء الكبيرة مثل نيمار وفيراتي، شعر بالحرية في بناء الفريق حول فلسفته وليس حول فرد واحد. وضح ذلك من خلال توجيهاته لمبابي وطلبه بالقيام بمهامه الدفاعية بغض النظر عن تألقه الهجومي.

في نهاية المطاف، يعتبر لويس إنريكي فريق باريس سان جيرمان الحالي فريقه الخاص. فريق يتمتع بالقدرة على تحقيق حلمه الأوروبي.”