لماذا يعتبر ماكجريجور ‘الغراء’ الذي يربط رودجرز بسيلتيك

منذ حوالي عامين، عندما كان بريندان روجرز يفكر في العودة لتولي مهام مدرب نادي سيلتيك، استغل الفرصة للقاء القائد كالوم مكريغور. في الفترة الأولى لروجرز مع الفريق، كان مكريغور يتعلم من القائد آنذاك، سكوت براون، بينما كان يطور مستواه بشكل ملحوظ.

عندما غادر روجرز، كانت جميع العناصر لنجاح مكريغور موجودة، ولكن بحلول الوقت الذي عاد فيه، كان مكريغور قد أصبح لاعباً متكاملاً. وقرر الثنائي، اللذان حققا نجاحات باهرة في السابق، السعي لتحقيق المزيد من الانتصارات.

ومنذ عودة المدرب الأيرلندي الشمالي، أضيفت ثلاث كؤوس إلى خزانة البطولات، وأصبح الدوري على بعد خطوة واحدة من الحسم لصالح الفريق، فضلاً عن تأهلهم إلى نهائي كأس اسكتلندا ضد فريق أبردين. وبالتالي، لايزال الثنائي الذي لا يُقهر، روجرز ومكريغور، يسير على الخطى التي رسموها.

وفي حديثه عن الحوار الذي دار بينه وبين روجرز، بعد تسجيله الهدف الافتتاحي في الانتصار الكبير على سانت جونستون في نصف نهائي الكأس، قال مكريغور: “كنا نتحدث عن محاولة الفوز بأكبر عدد ممكن من البطولات، وأن نكون مهيمنين قدر الإمكان، وأن ندفع بالنادي للأمام. لقد وضع روجرز الكثير من الثقة بي، وكل مرة أخوض فيها مباراة أسعى لرد الجميل له.”

ويضيف مكريغور: “أفضل طريقة لرد الجميل هي الفوز بالبطولات.”

مع تحقيق 23 بطولة خلال 11 عاماً، يعرف مكريغور، اللاعب الدولي السابق لمنتخب اسكتلندا، تمام المعرفة كيفية تحقيق النجاح. إنه بطل متسلسل.

متساوياً في الألقاب مع قائد فريق “ليونز” بيللي ماكنيل، يتفوق عليه فقط بوبي لينوكس وزميله الحالي جيمس فورست في قائمة الشرف.

إذا تمكن سيلتيك من حسم لقب الدوري الممتاز، سيكون فورست على وشك أن يصبح اللاعب الأكثر تتويجاً في تاريخ النادي.

وبدلاً من التركيز على أدائه الشخصي في المباراة، أبدى مكريغور إعجابه بزميله الذي “كرّس حياته” للنادي.

وفي المرحلة التي وصل إليها مكريغور، البالغ من العمر 31 عاماً، أصبح الوصول إلى النهائيات والفوز بها “أمراً طبيعياً”.

الآن يستعد قائد سيلتيك لخوض النهائي الخامس عشر في الكؤوس المحلية، ولم يخسر أيّاً من النهائيات الـ 14 السابقة. إنها رغبة لا تنتهي في الفوز.

وقال مكريغور: “إذا سألت أي لاعب كرة قدم، سيخبرك أن النجاح مُعدٍ. يصبح عادة. تستمر في الرغبة في المزيد، وهذا ما نحاول زرعه في الفريق. عندما نصل إلى هذه اللحظات، يجب أن تصبح عادية. عليك الفوز، عليك أن تلعب بشكل جيد.”

وأشار إلى أن “التعود على النجاح والحفاظ على التفوق قد يبقي المجموعة في وضع جيد.”

مهما كانت هيمنة سيلتيك خلال العقد الماضي، يبقى الأمر استثنائياً أن يصبح الفوز أمراً شائعاً.

ومع ذلك، هذا هو الحال مع روجرز، الذي يقترب من تسجيل اسمه كأول مدرب في تاريخ سيلتيك يحقق ثلاثية تاريخية ثلاث مرات.

حتى من بعيد، فإن التفاهم بين روجرز ومكريغور واضح.

وقال روجرز بعد المباراة ضد سانت جونستون: “مكريغور لاعب فريد من نوعه، هو من يضبط إيقاع الفريق. إنه مدرب على أرض الملعب. يراه بصورة كاملة ويعلم متى يجب أن يتحرك لإطلاق تسديدة أو خلق فرصة للتسجيل. لاعب رائع، هو الرابط بين جميع عناصر الفريق.”

عندما يغيب مكريغور عن سيلتيك – وهو أمر نادر للغاية – يكون تأثيره ملاحظاً بقوة. ولكن مع وجوده، يتحول سيلتيك إلى فريق لا يُقهر.