لماذا يمكن لدوري شمالي سوبر أن يحدث تحول حقيقي في كرة القدم بكندا؟

في ليلة الأربعاء الماضية في ملعب بي سي بلايس في فانكوفر، ترددت نغمات النشيد الوطني “يا كندا” في أرجاء الملعب، وكانت العواطف واضحة على وجوه اللاعبين والجماهير. كان هناك عناق، ودموع، وضجيج لا يقاوم عندما قام كوين بتسديد ركلة الجزاء الفائزة، محققًا الهدف الأول في عصر دوري السوبر الشمالي. جميع الحاضرين في الملعب الذين بلغ عددهم 14,000 كانوا يدركون مدى أهمية هذه اللحظة، لحظة قدوم كرة القدم المحترفة للسيدات إلى كندا أخيرًا.

بالنسبة للعديد من اللاعبات الكنديات المشاركات في فريقي فانكوفر رايز وكالجاري وايلد، كانت المرة الأولى التي يستمعون فيها فقط إلى نشيدهم الوطني قبل بدء المباراة. “كان هذا مثيرًا للاهتمام”، قالت لاعبة خط الوسط في فريق رايز، كوين، بعد المباراة. كانت هناك توتر في الأجواء قبل المباراة الافتتاحية، وكانت الأمة، التي تتمتع بنجاح دولي ولديها ثالث أكبر عدد من اللاعبين في العالم، تفتقر إلى دوري محلي محترف لفترة طويلة.

في ظل عدم وجود مسار واضح لسيرهم المهني في وطنهم، كان على اللاعبات البحث في الخارج، في الولايات المتحدة والسويد وإنجلترا وما وراءها، لتطوير فرصهم في كرة القدم. لكن الآن بفضل ديانا ماثيسون، التي شاركت في 206 مباراة دولية لكندا على مدار 17 عامًا، تم إطلاق دوري السوبر الشمالي.

ديانا، التي تقاعدت في عام 2021، كرست نفسها لتحقيق “حلم تحقق” للشابات الكنديات. وقد أنشأت شركة “بروجيكت 8” بهدف بناء دوري السوبر الشمالي ليطلق بستة فرق محترفة عقود ودعم من الرعاة، وتخلق منصة للاعبات الكنديات ولجذب المواهب من جميع أنحاء العالم.

يشمل الموسم الافتتاحي للبطولة فرق مثل فانكوفر رايز، كالجاري وايلد، مونتريال روزيس، آيه إف سي تورونتو، هايفاكس تايدز، وأوتاوا رابيد. وتوجد خطط للتوسع مستقبلاً. تُعتبر اللاعبات محور هذه المبادرة، والحد الأدنى للأجور هو 50,000 دولار كندي، مع توفير الإقامة وتغطية إجازة الأمومة وقيد الأجر الكامل للاعبات بقيمة 1.6 مليون دولار كندي.

في النهاية، نجاح الدوري يعتمد على الوقت وعلى اللاعبين والطموحات الكبيرة التي يحملونها. ولكن الحماس والإيمان بالمشروع كانا قويين ليلة الأربعاء في ملعب بي سي بلايس، مما أتاح للحاضرين تجربة فريدة من نوعها قد تشير إلى تغيير دائم في مسار الرياضة في كندا.