سوف يؤدي الرسوم القياسي الذي دفعه أرسنال لضم غيوكيريس إلى مضاعفة إيرادات نادي واحد سنويًا.

حققت صفقة انتقال اللاعب السويدي فيكتور غيوكيريس من سبورتينغ لشبونة إلى آرسنال رقمًا قياسيًا في كرة القدم السويدية، حيث بلغت قيمتها 850 مليون كرونة سويدية (حوالي 62 مليون جنيه إسترليني). ورغم أن معظم الأضواء قد تسلَّطت على الأهداف المحتملة التي يمكن أن يسجلها غيوكيريس في لندن الشمالية، إلا أن القصة الأهم تتعلق بكيفية استفادة الأندية الشعبية من جزء من هذا المبلغ في تعزيز مستوياتها.

وفقًا لآلية التضامن الخاصة بالفيفا، ستحصل نادي “IFK Aspudden-Tellus” — وهو نادي محلي صغير في ستوكهولم، حيث بدأ غيوكيريس مسيرته الكروية — على 1% من قيمة الصفقة، مما يعني أن النادي سيحصل على حوالي 8 ملايين كرونة (585,000 جنيه إسترليني)، وهو مبلغ يقارب ضعف إيرادات النادي السنوية لعام الماضي.

وصف مسؤولو النادي هذا المبلغ بأنه يمكن أن يغير مسار عملهم بالكامل. قال كيم كيلستروم، لاعب آرسنال السابق ومدير الكرة بالاتحاد السويدي لكرة القدم، إن “هذه الأموال تعود إلى القواعد الأساسية للعبة، ولها قيمة كبيرة، لذا فهي مهمة للغاية”. وأكد أن المال الذي سيصل هذه الأندية الصغيرة يعد دليلًا على أن تطوير المواهب الشابة في السويد يعطي ثماره على أعلى المستويات.

بالإضافة إلى “IFK Aspudden-Tellus”، ستحصل أندية أخرى مثل “بروما بويكارنا”، التي تعد أيضًا من مراكز تطوير الموهبة في السويد، على نصيب كبير من الأموال. بالنسبة لهذه الأندية، تعد مبيعات اللاعبين واحدة من أهم مصادر الدخل، خاصةً للفرق التي ليست ضمن الدوري الممتاز.

وأضاف نوا باخنر، كاتب العمود في صحيفة إكسبريسن، أن “هذا المال يمكن أن يحول عمليات الأندية الصغيرة مثل IFK Aspudden-Tellus، إلى أندية متوسطة الحجم في ستوكهولم، وسيتغير حال أي نادٍ يحظى بمثل هذه المبالغ”.

إن انتقال غيوكيريس يبرز ليس فقط صعود اللاعب، بل أيضًا عمق أنظمة المواهب في السويد. وعندما ينتقل اللاعبون إلى أندية أكبر، فإن ذلك يعزز مسيرتهم الشخصية ويقوي منتخبهم الوطني.

بهذا الشكل، فإن صفقة آرسنال القياسية ليست فقط فرصة لضم أحد أفضل المهاجمين في أوروبا، بل أيضًا المصدر الذي سيفيد أكاديميات التدريب والملاعب في السويد، مما يوضح كيف يمكن أن تعود التنمية في كرة القدم إلى جذورها.